معهد الربانية بجرجان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمه :

الحمدلله الذي جعل العلماء خلفاء الأنبياء ، و ورثة الرسل الأصفياء ، سرج الدنيا و مصابيح الآخرة ، يهتدی بهديهم و يستنار بنورهم ، و الصلاة و السلام و البرکات علی من بعث بالعلم و التعليم ماحياَ للضلالات و البدع و الجهالات ، و علی آله و صحبه و من والاه .

و بعد : لقد إزدهرت المعاهد الشرعية في جرجان إيران في النصف الثاني من القرن 13 ، مع وقفة طويلة من فعاليتها التي أبيدت لأسباب ما، و بعد رجوع کثير من الطلاب الذين تخرجوا من مدارس بلاد ما وراء النهر،

و تأسيسهم المعاهد الشرعية ، خاصة لأهل السنة و الجماعة بمنطقة ترکمان صحراء الواقعة بجرجان و اهتمامهم بحفظ الدين .

إن مؤسس معهد الربانية بجرجان الشيخ أوراض محمد ، من هولاء الأعلام الذين تخرجوا من مدارس بلاد ما وراء النهر و حفظ الله بهم الدين ، وأعلی بهم کلمة الحق، بتأسيس المعهد و نشر العلوم الإسلامية و الدعوة إلی الله علی بصيرة و هدی من خلال منهج الوسطية و فکرالإعتدال، و ذلك في عصر امتلأت فيه بلادهم بالاضطرابات والمشکلات الداخلية و الخارجية ، لأجل ذلك صا ر للمعهد و القائمين به أهمية خاصة عند نظرة أهالي تلك البلاد ، ثم أولاد الشيخ و أحفاده توارثوا العلم و الحمدلله ما زال قائما بالنهضته العلمية من خلال نشر العلوم و الثقافة الإسلامية و علوم اللغة العربية ؛ و يهتمون بتخريج جيل مؤمن صالح مخلص لإسلامه وأمته و وطنه .

نبذة عن تاريخ جرجان :

إن مدينة جرجانمن أهم و أقدم مدن إيران التي ظهر فيها في وقت غابر من الزمن، في عصور وقرون مختلفة جيل من العلماء والفقهاء والأدباء والأولياء والشعراء العارفين، وهي من المدن التي شهدت تقلبات وتطورات في قلب التاريخ الإسلامي، فمن المناسب أن نعرف قدرا بسيطا من هذه المدينة العريقة في العلم والثقافة الإسلامية والتي كثر ما تنسب إليها علماء وفقها وأدباء.

تقع مدينة جرجان من حيث الموقع الجغرافي في شمال إيران وفي جنوب بحر قزوين ( بحر خزر ) ، وهي مدينة عظيمة مشهورة فتحت في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد فتح نهاوند. فلما قتل النعمان بن مقرن و ولي خلافته في قيادة الجيوش الإسلامية أخوه سويد بن مقرن جاء إلى الري وفتحها ثم كاتب ملك جرجان رزبان صولثم سار إليها وكاتبه رزبان صولوبادره بالصلح على أن يؤدي الجزاء ويكفيه حرب جرجان، فإن غلب أعانه، فقبل ذلك منه وتلقاه رزبان صولقبل دخول سويد بن مقرن جرجان، فدخل معه وتمسك بها حتى جبى إليه خراجها ورفع الجزاء عمن أقام بمنعتها، وأخذ الخراج من سائر أهلها وكتب بينه وبينهم كتابا. ثم لما بغى أهلها زمن معاوية رضي الله عنه افتتحها سعيد بن عثمان وافتتح سائر المناطق المجاورة لها أيضا، ثم ارتد أهلها عن الإسلام، حتى افتتحها يزيد بن المهلب في ولاية سليمان بن عبد الملك بن مروان وقام بتشييدها وإعمارها وبنائها.

دخل جرجان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وحذيفة بن اليمان وسعيد بن العاص وسويد بن مقرن وعبد الله بن أبي أوفى وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم، و يقال الحسن بن علي وسماك بن مخرمة وهند بن عمرو وعتيبة بن نهاس رضي الله عنهم1.

جرجان مدينة العلم والعلماء:

اشتهرت جرجان عبر التاريخ بأشهر علمائها و شيوخها و فضلائها ، حيث أفرد بعض من عنوا بتراجم العلماء والفقهاء بجمع كتب تحتوي على أسماء وتراجم علماء وفضلاء جرجان خاصة ، كما فعل ذلك حمزة بن يوسف أبو القاسم الجرجاني في كتابه تاريخ جرجان ، ومن أشهرعلماء و مشاهير جرجان:

  1. الإمام عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني “. 2

  2. محمد بن يحيى الجرجاني الفقيه الحنفي.

  3. المنجم أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الشافعي.

  4. أبو القاسم الجرجانيّ الحافظ.

  5. حمزة بن يوسف القرشي السَّهمي، من ولد هشام بن العاص.

  6. أبو عامر الجرجاني.

  7. السيد على بن محمد الحسينى الجرجانى عالم الشرق ويعرف بالسيد الشريف .

جرجان المعاصر :

تعتبر جرجان اليوم مركز محافظة کلستان . و هي أكبر مدينة لهذه المحافظة و تقع في جنوب المحافظة و شمال طهران عاصمة إيران ، و يشكل أهلها حاليا عرقيات متنوعة من الفرس والبلوش والتركمان و قد هاجر جماعات من القزاق إلى هذه المنطقة و سكنوها و ضواحيها في أوائل التسعينات، و قد رجع الكثيرون إلى بلادهم إثر تحرير أراضيهم من احتلال الإتحاد السوفياتي.

معظم أهل جرجان اليوم ، يتكلمون باللغة الفارسية ينتمون إلى المذهب الشيعى، كما أن الطوائف الأخرى من البلوش والتركمان من مسلمي أهل السنة ( أحناف ) في هذه المدينة و سکان محافظة کلستان ، تصل إلی 087/617/1 نسمة و يشکل أهل السنة 35 بالمئة منهم و من حيث مساحة الأراضي 65 بالمئة تتعلق لأهل السنة .

الحمد لله حاليا عدد المعاهد الشرعي لأهل السنة في محافظة جرجان تتجاوز من 100 معهد مع وجود مساجد و مکاتب القرآنية خاصة لطلاب و الطالبات ، و کل اسبوع يشارک أکثر من 15000 شخص ؛ لصلاة الجمعة في کل من مدينتي بندر ترکمن ، کمش تبه ، آق قلا ، کنبد ، کلالة ، مراوه تبة .

أسماء جرجان :

تتطلق باسم ( ولاية جرجان ) الِی نهاية قرن السادس من الهجرة النبوية ثم اطلقت باسم استر آباد الی منتصف قرن 13 هجري القمري ثم اطلقت إلی الأن باسم گرگان .

نبذة عن سيرة حياة مؤسس معهد الربانية شيخ أوراض محمد :

العلامة المربي الکبير الشيخ أوراض محمد بن أوراض دوردي صوفي بن آنا قربان ، الحنفي مذهبا و الماتريدي عقيدتاَ ، من سلالة آل تلفک الذين شاع فضلهم ولمع نجمهم في أواخر قرن الثالث العشر الهجري ، ولد بقرية قزل امام في منطقة حصر داغ الواقعة في تركمنستان الحالي سنة 1279هـ الموافق 1867 م .

نشأ أوراض محمد بين أبوين صالحين ، کان والده أوراض دوردي صوفي من أهل الصلاح و التقوی ، و الذکر و التلاوة القرآن ، و کان فقيرا و عمله الزراعة في قطعة أرض صغيرة و رعي المواشي ، بيد أن أسرته كانت غنية بالايمان و التقوى و الكرم و الشجاعة و كان أبوه محبا للعلم والعلماء ، فأحب أن يكون ابنه منهم و ممن يدرس علم الشريعة و يتعلمها .

دفع والد شيخ أوراض محمد في صغره إلی المکتب ليتلقی مبادئ العلوم ثم بعد فترة ، سافر مع والده إلي إيران وهو آنذاک لم يتجاوز سبع سنين من عمره و أراد والده أن یسلمه لشيخ باي محمد و الشيخ نورمحمد في قرية قرة يسر التابعة لمدينة كلالة لکسب علوم الإسلامية و لکن لما رأی الشيخان من سيما النجابة و الذکاء لم يقبلاه

فأشارا بأن يرسل ابنه الى مدارس خيوة 3 وبخاری4 ليتلقى العلم هناك ، لأن تعتبر مدارس مدينة خيوةمثالا للمدارس التي كانت منتشرة بالمدن الإسلامية في العصور الوسطى، و تتميز هذه المدينة بوجود عدد كبير من المدارس ، فوافق أوراض دردي صوفي بإرسال ابنه إلى خيوة وحيدا5 بقافلة تجارية المتجهة إلى تلك المنطقة ، و قال لأبنه : يا بني إنّ لم يکتب لي أن أسلک هذا الطريق ؛ فأحب أن تعاهدني علی أن تسلک هذا الطريق عسی أن تعود بالعلم والعمل و الصلاح ، ففارغ ولده بعيون الدامعة و قلب مطمئن بالإيمان و الآمال عسی أن يعود بالعلم إلی البلاد . فلما وصل أوراض محمد إلى خيوة ، سجل بمدرسة عبدالرحمان ايشان من طايفه شيخ و تابع الدراسة فترة ، ثم بعد إستئذانه من أستاذه انتقل إلي مدرسة شيخ مراد علي ايشان رحمة الله عليه و تلقى العلوم من شيخ مراد علي ايشان رحمة الله عليه و هو کان من طائفة قزل ، فأفاض الشيخ مرا د علي ايشان على أوراض محمد من علمه حتی نبغ نبوغا باهرا و هو يهتم بالمطالعة بنفسه بهمة شماء و عزيمة صحيحة و حفظ المتون و إشتغل بقراءة شروحها بفهم وإتقان .

و لم يکمل الثامنة عشر من عمره حتی استلفت إليه أنظار مشايخه فأجازوه إجازة عامة و أذنوا له بالتدريس حين التحصيل ؛ فأصبح طالبا ممتازا ببركة العلم الذي تعلم من شيوخه.

العلوم التي أخذت من أساتذته :

  1. حفظ القرآن.

  2. النحو و الصرف و البلاغة و العروض .

  3. التفسير .

  4. الحديث النبوی و علومه .

  5. أصول الفقه .

  6. الفقه الحنفي کاملا وفقه العام و الفرائض .

  7. علم الأخلاق و التصوف .

  8. المنطق و الفلسفه و علم الفلک .

  9. الأدب الفارسي و السيرة و التاريخ الإسلامي .

بعد أن أتم تحصيله على شيوخه تخرج من تلک المعهد و کان للشيخ محمدعلي شغف عظيم به و محبة شديدة لأجل ذلک طلب الشيخ مرادعلي من أوراض محمد أن يزوجه ابنته التي تخرجت نفس السنة من مدرسة التي تخرج أوراض محمد فيها ، فوافق أوراض محمد لطلب أستاذه و تزوج بابنة أستاذه .

ثم سار بأهله الى بلده ترکمنستان و هما يحملان العلم الرباني قاصدان الدعوة و الارشاد .

بعد الرجوع إلی بلده قزل امام تركمنستان و ذلك في سنة 1332 ه ، اجتمع الناس حوله و احتفلوا لتخرجه و عرسه و مجيئه بعد سنوات عديدة ؛ فبدأوا مباشرة بتأ سيس المعهد له و للطلاب العلوم الشرعي ، فلما استقرا ببلدهم التفتا إلى التعليم والإرشاد و ينشرون العلم بين الناس الذين غطهم الجهل و ملأت أذنهم و عقولهم أفكار الشيوعية و الإلحاد ، فحارب الشيخ تلك الافكار الخبيثة بالبراهين الطيبة و لما يمض سنوات إلا خشيت عليه الدولة الشيوعية فضغطت عليه حتى اضطر الى الهجرة من بلده و منطقته التي عايشها بالدعوة و نشرالعلم .

من أبرز الأعمال التي قام بها في منطقة حصرداغ ترکمنستان في عصره ما يلي:

1: بناء مدرسة علمية تشمل قسمي تحفيظ القرآن الکريم و معهدالعلوم الشرعية .

2: إقامة صلاة الجمعة و العيدين و ختم القرآن بليالي رمضان المبارک .

3: اهتام بشؤون الأيتام و الأرامل و الشباب و الشابات و عموم الناس .

4: اهتمام بالدعوة و الإرشاد و ذهابه إلی بيوت الناس للدعوة .

5: ارسال الدعاة و الحفاظ الى المناطق البعيدة و القريبة لتعليم القرآن و العقيدة .

6: توثيق العلاقات مع العلماء و الثقافيين لأجل إصلاح المنطقة .

7: استخدام النساخ لنسخ الکتب للطلاب و الأساتذة .

7: تأسيس مكتبة ضخمة للمعهد .

8: عمله في الصلح و رفع الخلاف بين القبائل .

9: تربية النفوس باعلاء كلمة الله و التوحيد و التحابب في الله .

10: جهاده ضد نظام الشيوعية وافکارهم الخبيثه .

بداية الهجرة :

قبل الهجرة أرسل الشيخ ابنيه (عبدالقادر و شيخ محمد) و أخاه عبدالكريم إلى شمال إيران ليأخذ الإذن من سيد القوم المعروف بخان حتی يسكنوا في المنطقة ، فلما عرضوا عليه الطلب ، أذن لهم خان أن ينزلوا بسلام .

فبدأ أوراض محمد ايشان يجهز نفسه و عياله بترك المنطقة ، و جمع کتبه و لم يحمل شيأ إلا کتبه 6، مع وجود المشاکل التي حصلت في الطريق وصلوا إلی إيران و نزلوا بقرية قرناوة الواقعة بمنطقة تركمان صحرا في ايران فلما استقر الامر ، أسس معهد الربانية سنة 1345 ه ، بمساعدة إبنه شيخ محمد .

لقد کان التعليم و الإرشاد هو الهدف الأخير في حياته ، کان منتهى أمله أن ينجح في الدعوة إلى الله و قمع أفكار الضالة ، فسعى لإصلاح المجتمع ولم يؤثر عليه المشاكل التي نزلت به في أمله من تعذيب على أيدي الروس و ترك البلاد و غير ذلك ، الحمدلله نجح في دعوته و وصل إلى ما أراد ، توفي رحمةالله عليه في 21 رمضان من سنة 1353 ه .

وقد تزوج من النساء أربعة وله من الأولاد الذكور 10 جلهم من أهل العلم و من الاناث 5 و من اولاده الذين اشتهروا بالعلم شيخ محمد ايشان و حافظ محمد كريم و حافظ أويس و ملا يونس و عبدالقادر .

كانت أخلاق الشيخ رحمة الله عليه أخلاق الکرام من الرجال ، فکان حکيما يضع الأمور في مواضعها ، يتواضع من غير مذلة في الموضع الذي يصح فيه التواضع ، عزيز النفس من غير کبرياء ، يصدع بکلمة الحق و لا يخشی فيها أحدا ، يغضب لله و لا يغضب لنفسه کل ذلک مع الحکمة و حسن التصرف و بعد النظر وکان کثير الإحسان و التودد إلی الناس و خاصة لتلامذته ، فيشعر تلامذته و کأنهم بين يدي أب رؤوف حنون .

ومن أخلاقه أنه کان کرِيم النفس سخي اليد کثير الإنفاق في سبيل الله و في شتی أبواب الخير ، سيما إطعام الطعام ؛ فکرمه من هذا الباب من أشهر شي ء .

من مناقبه رحمة الله عليه الرقة و البکاء من خشية الله ، و القلب الحاضر و المراقبة الدائمة لله عزو جل ، و الإخلاص في أقواله و أفعاله ، و الإکثار من الذکر و العبادة و تلاوة القرآن ، مع فکر دائم و اهتمام بالغ بشؤون المسلمين . تغمده الله بواسع رحمته .7

نبذة عن حياة الشيخ الشهيد محمد ايشان8 بن أوراض محمد ايشان

هو الشيخ الشهيد محمد بن أوراض محمد ولد سنة 1300 هجري قمري بقرية قزل امام الواقعة بمنطقة حصر داغ ترکمنستان ، درس في صغره عند أمه و كانت أمه قد درست الشريعة من قبل و تخرجت من مدرسة والده الشيخ محمد علي إيشان و كانت من الداعيات ، فلما أنهى الشيخ محمد مبادئ علوم الشرعية عند والدته ، تتلمذ علی أبيه حتى تخرج من معهد والده ثم ساعد أباه في التدريس ؛ فكان يدرس فيها حتى استلم إدارة المعهد فتطور المعهد في عصره و أصبح الناس يتجهون إليه من كل مكان لما عرفوا من علمه و ورعه و كرمه و غير ذلك ، كان محمد ايشان يهتم كثيرا بأمور المعهد و المنطقة فلعب دورا كبيرا في تطوير المعهد و اصلاح المنطقة ؛ فقد استعمل محمد ايشان علماء كبارا للتدريس في المعهد و حتى أنه استفاد من العلماء الذين يزورون المعهد قدر ما يستطيع و أرسل العلماء و الطلاب للدعوة الى الله الى القرى و الأقصاع و أرسل كذلك حفاظ القران لختم القران في شهر رمضان المبارک . و غير ذلك من الأمور التي كانت قد فقدت من المجتمع لأن الدولة الشيوعية کانت قد استولت على بعض المناطق و نشرت أفكارها الخبيثة بين الناس و عملت علی القضاء علی کل من يقف أمامها .

لذلک کان هناک قلة ممن يصدعون بالحق و يحاربون الأفکار الدخيلة ، فكان الشيخ محمد ايشان و أبوه رحمة الله عليهم ، ممن حارب أفكار الشيوعية بحجة قاطعة .

خشيت الدولة الشيوعية منهم بسبب تأثير أفکارهم علی المجتمع و أمرت بقتلهم ، فتركا ديارهما و ذهبا إلى شمال إيران .

فلما أسس المعهد مع والده ، بدأ الطلاب يكثرون و الناس يأتون إلى المعهد من كل مكان فعمل في توسعة المعهد و جمع العلماء ومجالستهم و حثهم علی مواجهة خطر الروس وأفکارهم الخبيثة .

فلما استولى الروس على المنطقة قاموا بتعذيب و سجن کل من كان يخالفهم الرأي . و كان الشيخ محمد لا يخاف في الله لومة لائم فقد حاربهم و حرض الناس على محاربتهم ففي سنة 1360 هجري قمري جاء الروس 9و أخذه الى طاشكند و من هناك إلى سيبريا فحكم له بالسجن 15 سنة حتى توفاه الله تعالى و لم يعلم سنة وفاته و من ثم سمي شهيدا .

أبرز الأعمال التي قام بها الشيخ :

1: بناء مدرسة علمية ربانية .

2: أخذ الإذن الرسمي لاداء صلاة الجمعة والعيدين في سنة 1351 ه ، بکتابة الخطي من يد رضا بهلوي کان آنذاک ملک إيران و هو جاء ليتجول منطقة ترکمان صحرا .

3: استخدام المعلمين لتعليم الصغار و محو الأمية في المنطقة .

4: اهتم بشؤون الأيتام و الأرامل .

5: ارسال الدعاة و الحفاظ الى المناطق البعيدة و القريبة .

6: ارتباط بالعلماء الديني و الثقافي لاصلاح المنطقة .

7: طلب التدريس من علماء الجهابدة الذين زاروا المعهد للتدريس و القاء الدروس .

8: استلام القضاء في أمور الشرعية و الفردية في المنطقة .

9: عمل في الصلح و نبذ الخلاف بين القبائل و الطوائف .

10: اعتراضه للحکومة البهلوية لقرارهم كشف الحجاب و زرع الخشخاش و الأفيون .

11: تربية النفوس بإعلاء كلمة الله و التوحيد و التحابب في الله .

12: تأسيس مكتبة ضخمة للمعهد ؛ مازال الکتب المخطوطات التفسير و الحديث و الفقه و العقيدةو الکتب التي طبع بمطبعة قازان طاشقند بمکتبة المعهد .

فقد كان رحمة الله عليه يخدم الجامعة في الله و يسعى في اصلاحها ولما أعتقل تحت أيادي الشيوعية ، غط الحزن المنطقة ، لأن العيون و القلوب لم تريا مند زمن بعيد مثله والمعهد و أحوال طلابها كانت حزينة بفراق ذلك العالم الحبيب الجليل و مع هذا لم تترك المعهدعبثا فالأساتذة رأوا مهمتهم التمسك بكتاب الله و سنة رسوله و سيرته بطريق الذي علمهم أستاذهم فازداد عملهم و ظهر أثرها في المجتمع و نقي المنطقة من كل أفكار الخبيثة . كان رحمة الله عليه شجاعا يضرب به المثل و استقامته على اعلاء كلمة الله و شعائره و الدفاع عن شعائرالدين و كان يغار على دينه و كان عزيزالنفس كريما حليما جعل الناس يطوفون بيته و يحبون بعد غيابه ، استلم المعهدأخوه محمدكريم ثم ابن شيخ محمد بابا مخدوم – .

أوضاع المعهد في حياة بابا مخدوم :

بابا مخدوم بن محمد ايشان ولد سنة 1342 ه ، بدأ الدراسة في صغره عند والده فلما أنهى مبادئ الدراسة و شعر أنه قد استعد فأحب أن يخرج طالبا الى مناطق أخرى و بعدما أنهى الدراسة جاء إلى مدرسة والده و بدأ بالتدريس حتى استلم ادارة المعهد بعد وفاة عمه محمد كريم .

كان بابا مخدوم محبا بين الناس و كثير الصلة بهم و خاصة قاطبة أهل العلم و يحب العلماء و يزور معاهدهم و يشارک في حفلاتهم مهما يختلف سلائقهم و أفکارهم و لا يمل حديثهم و محادثتهم و كان ينظر بنورالله و ينطق بالحكمة و اسمه ما زال يذكر على ألسن الناس جميعا ، لقد اشتهر المعهد في قرية قرناوة ، بالعلم و كثرة العلماء و أصبح الناس يحبون مديره الذي هو بابا مخدوم و المعهد معا .

حدثت زلزلة عظيمة في سنة 1390 ه ، في المنطقة و دمرت البيوت حتى اضطروا أن يخرجوا من القرية ؛ فلما وجدوا مكانا مناسبا قرب القريةِ سموا هذه القرية جنارلی ، الناس بدأوا بتغيير المکان و نقلوا أغراضهم و عمروا البيوت من جديد إلا أن بابا مخدوم بدأ ببناء المسجد و المعهد قبل أن يعمر البيت لعياله .

و كان أمل بابا مخدوم و أهل القرية أن يسلكوا مسلك آبائهم في إدارة المعهد،لأجل ذلک سعی لإعادة حلقات العلم و الذکر جمع الطلاب کما في السابق .

توفي بابا مخدوم في السنة 1413 ه وقد خلف ابنه الشيخ صلاح الدين .

من وصيته رحمة الله عليه لتلامذه و أهل بيته قبيل وفاته:

  • حب قاطبة العلماء و توثيق العلاقات معهم

  • و اتباع المنهج الوسط الذي فلاغلو و لاشطط ، إنما هو المنهج الذي ارتضاه لهذه الأمة : و کذلک جعلنکم أمة وسطا 10 .

  • إکرام الضيف و خاصة الفقراء و المساکين.

  • إهتمام بأمور المعهد وطلبة العلم و حفظ الوحدة والتسامح و الإيثار .

الأسس التي ربی الشيخ بابا مخدوم عليها طلابه :

التربية عامل مهم لا يستغنی عنه في الدعوة إلی الله عز و جل ، فمهما أوتي الداعية من العلم الواسع فإن علمه لاينفعه إن لم يکن قد ربي تربية صالحة و إن للتربية أثرا عظِيما في النفوس و تو جيهها و أهدافها ؛ فهي التي توجيها صحيحا يقوم الاعواج المائل فيها إلی سبيل الاستقامة الشريفة ، فيشرق مستقبلها الزاهر بما غرس فيها من مکارم الأخلاق.

لهذا اهتم الشيخ رحمه الله بتربية طلابه التربية الصالحة ، و اتبع في سبيل ذلک الوسائل المتنوعة ، فرباهم بحاله و مقاله ، و استعمل معهم اللين و الشدة ، و قدم لهم المساعدة المالية و المعنوية ، فکان لهم أبا رؤوفا رحيما بکل ما تحمله هذه الکلمة من معنی و رباهم رحمه الله تعالی علی الإخلاص في طلب العلم و العمل بالإستقامة في سائر الأقوال و الأعمال و عزة النفس ، فقدکان رحمه الله يربي تلامذته علی عزة النفس الخالية من الکبرياء ؛ التي هي عز للعلم و العلماء و الاهتمام بنشر العلم والدعوة إلی الله الاهتمام بالعلوم النافعة للأمة و الابتعاد عما لاينفع و الأخلاق الإسلامية من التواضع و السکينة و تحمل الأذی من العامة و الجهلة و جعل منهم رجالا عظماء ، فأخذهم مکانهم الطبِيعي في المجتمع الإسلامي .

إدارة المعهد حاليا :

لقد قام الشيخ صلاح الدين حفظه الله تعالی و بارک بحياته بحركة الإصلاحية متطورة في المعهد في مجال العلم والتربية و العمارة لم يكن متصورا في العقل مثل ذلك فأصبح المعهد بدرا في سماء جرجان (تركمن صحرا ) و زهرة فواحة بين جبالها .

أهداف المعهــد:

1. النهوض بالأمة الإسلامية و خاصة قوم التركمان من خلال نشر العلوم والثقافة الإسلامية وعلوم اللغة العربية .

2. الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة وهدى من خلال منهج الوسطية وفكر الاعتدال والبعد عن الغلو والإفراط والتشدد .

3. تخريج جيل مؤمن صالح مخلص لإسلامه وأمته ووطنه.

4. الجمع بين الإيمان والعلم والعمل والأخلاق ، وحمل رسالة الإسلام بما فيها من هداية ورحمة وسماحة وأخوة وحق وعدالة وفضيلة .

5. منهج الدعوة المتبع هو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجمع بين فقه العقل والقلب وفقه الحياة والعصر والشريعة والحقيقة .

6. الجمع بين موازين الدين والعلم ، والأصالة والمعاصرة .

7. تطوير دراسات العلوم الإسلامية تطويراً يحافظ على الثوابت ، وينطلق في المتغيرات ، يبني ولا يهدم ، ويجدد ولا يبدد .

8. معالجة أ زمة الوعي الديني ، والخواء الثقافي ، والهزال الفكري لدى الأجيال .

9. نشر الوعي الإسلامي الراشد ، والثقافة السديدة ، والتربية الرشيدة.

10 . توسعة العلاقات مع الجامعات الإسلامية في بلاد أخری و إرسال الطلاب لإستکمال الدراسة في معاهد الشرعية ببلاد الشام المبارک خاصة مع معهد الفتح الإسلامي و مجمع شيخ أحمد الکفتارو و مدرسة شيخ عبدالکريم الرفاعي بدمشق و جامعة طرابلس لتابع لجمعية الإصلاح و جامعة امام الأوزاعي للدراسات الإسلامية .

من أبرز الأعمال الذي قام الشيخ صلاح الدين مع مجموعة من أساتذة المعهد لا سيما أستاذه في العلم أستاذ الشيخ آيت محمد بن نورمحمد11 و تلميذه شيخ إسماعيل بن إسحق12 في المنطقة فيما يلي:

  1. قسم التحفيظ والتجويد والقراءة :

للمعهد عناية خاصة بالقرآن الكريم حفظاً و تجويداً، لأجل ذلک إزداد من عدد أساتذة هذا القسم وخصص له مكتب خاص، وجهّز بجهاز الكمبيوتر والأشرطة المختلفة لدراسة التجويد والقراءة، ومن أهداف هذا القسم ما يلي:

  • أن يهتم بدراسة القرأن حفظا و تجويدا وقراءة ، ويدعو لذلك أفاضل القراء في مقرّ المعهد.

  • أن يعقد كل أسبوع جلسة لحسن القراءة والتجويد.

  • أن يوفر ويعير للطلاب الأشرطة القرآنية.

  • أن يقيم مسابقة الحفظ والقراءة بين الطلاب

  1. مركز الدعوة والإرشاد:

إن إدارة المعهد إلى جانب الدراسة العامة للعلوم الإسلامية تقوم بمهمة الدعوة، والإصلاح أيضاً، لهذا الغرض تبعث من الأساتذة و الطلاب والطالبات لمراسمات بمناسبات الإسلامية العديدة کعزاء وغيره و خاصة مناسبة أعراس حتی تحتفلون المراسم بأنشودة الإسلَامية و الخطب و إجراء المسابقات الدينية بِين الشباب من خلال طرح الأسئلة و تقديم الجوائز .

  1. تعليم الإناث :

لم يقتصر الشيخ حفظه الله تعالی في جهوده العلمية التعليمية على تخريج الدعاة والأئمة والخطباء، بل إنه اهتم بتعليم النساء ليخرج منهن عالمات وداعيات فبدأ هذه المرحلة وأعد لها إعداداً جيداً وأسس فرعاً بقرب منزله لتعليم الإناث عام 1416هـ و الأن نتمنی توسعة المعهد للبنات بتأسیس مشلريع المستقلة.

  1. حلقات الدروس الصيفية للبنات :

إدارة معهدالربانية بواسطة مدرسة البنات تقيم بعض البرامج القصيرة لدراسة القرآن والعقيدة الإسلامية لعامة بنات المسلمين اللاّتي يدرسن في المدارس الحكومية، وتنظم هذه البرامج والنشاطات في خلال الإجازات الصيفية ليسهل المشاركة فيها للجميع، ومدرسة البنات المركزية تستخدم في هذا الأمر من بعض مدرساتها ومتخرجاتها كما تستعين من بعض الطالبات أيضاً اللاتي يدرسن في الصفوف الثلاثة الأخيرة.

5- اهتمام بشئون طلاب الثانوية العامة وبعض الطلاب الجامعيين :
إدراة المعهد من زمان تهدف إنشاء بعض البرنامج التربوية والثقافية للطلاب الذين يدرسون في الجامعات العصرية و طلاب الثانوية العامة للرابطة والتقريب بينهم وأبناء المعاهد الدينية ولكنه لم يكن جدول أعمال خاصة لنيل هذا الهدف وإيجاد الثقة والعلاقة بينهما، فكان طلاب الجامعات يشتركون في المناسبات الدينيية ويستفيدون من أساتذة المعهد وحلقات الدرس كعامة الناس، ولكنه عام 1427 هـ  ق وضعت لهم برامج خاصة من الدروس في العقيدة والأخلاق و بعض الخدمات منها ما يلي:
ـ توفير السكن للطلاب الثانوْية و بعض الجامعيين ، وإيجاد بيئة  ملائمة علمية دينية لهم، فقد تم اسكان مائة طالب من قسم الثانوية بسكن الطلابي تابع للمعهد قرب المعهد ووفّر لهم معظم ما يحتاجون في حياتهم الجامعية كما تقام لهم في مسكنهم حلقات الدرس من التفسير والحديث والعقيدة على مستوياتهم، و المشاركة بصلوات الخمس مع الطلاب.

ـ ومن أهداف هذا المكتب إيجاد الثّقة والود بين المعهد وطلاب الجامعات.
ـ تثقيف الطلاب الجامعيين وبث الروح الدينية فيهم، وتربيتهم على مناهج دينية ليتكوّن منهم جيل صالح لخدمة الإسلام والمسلمين.
إعزام الطلاب لزيارة العلماء والمدارس الدينية.

6- مكتبة إمام ابو حنيفة :
مكتبة إمام ابو حنيفة لمعهد الربانية من أبرز المكتبات وهي تضمّ حوالي ستة آلاف كتاب في شتى الموضوعات والّلغات مع وجوى مخطوطات ثمْنة . تهتمّ إدارة المعهد اهتماماً بالغاً لتطوير المكتبة و تزويدها بالكتب الأخرى لتصبح هذه المكتبة مركزاً زاخراً لمراجعين والباحثين في جميع الموضوعات العلمية.

7 –النشاطات والبرامج الصيفية
إن إدراة المعهد من عدة سنوات بدأت تقيم بعض البرامج القصيرة ، والنشاطات العلمية والثقافية في الإجازات الصيفية لطلاب الابتدائية والثانوية في أنحاء المنطقة ، وعلاوة على هذا تهتم الإدارة إقامة دورة علمية ثقافية لطلاب الثانوية في المدارس العصرية الوافدين من خارج المنطقة في الإجازات الصيفية لمدة شهر أو أكثر، وترتب لهم النشاطات المتنوعة من دروس القرآن الكريم، والعقيدة، والسيرة، كما ترفههم ببعض البرامج السياحية والدورات العلمية والإدارة تتكفل لهم في هذه المدة جميع حاجاتهم من الطعام والسكن، وفي النهاية توفر لهم بعض الهدايا من الكتب والرسائل باللغة الفارسية. وإن هذه النشاطات الصيفية لها دورٌ بالغ في تربية وتثقيف الجيل الناشئ، والإداراة تستهدف أن تطورها في المستقبل إن وافقت الظروف والأحوال . إن شاءالله.

8- حفلة تکريم الطلاب المتخرجين من المعهد:
لقد جرت العادة من قديم الزمان في مدارس و معاهد ماوراء النهر و خاصة عند قوم الترکمان حْين ما ْيتخرج الطلاب المعاهد الشرعية يدعو الناس رجالا ونساءا و ينعقدون حفل تكريم للطلاب المتخرجين لمدة يومين في المسجد الجامع بمقرالإدارة، ومن سنوات أصبح هذا أكبر اجتماع لأهل السنة والجماعة بمنطقة جرجان .

ولرغبة الناس والواردين من خارج جرجان ، تقرر الأمر بتوسيع هذا الحفل المبارك و تشارك فيه جماعات ووفود من عامة الناس والعلماء من بعض محافظات إيران، وتلقى فيه المواعظ والخطب الإصلاحية.
إن الإدارة المعهد تستضيف بمساعدة أهل الخير أكثر من ستة آلاف من الضيوف المشاركين في الاحتفال كما تسعى لدعوة بعض العلماء والقادة من خارج إيران ليشاهدوا عن كثب علاقة الود والمؤاخاة القائمة بين أفراد المجتمع من أهل السنة والجماعة وسكان البلاد.
وقد لوحظ بأن هذا الاحتفال السنوي قد أثّر جداً في تثقيف الطلاب والعلماء وإصلاح الجيل الناشئ وبثّ الروح الإسلامية في أفراد المجتمع.

9اجتماع سنوي مع والدي طالب المعهد:

ومن أبرز برامج المعهد التي لها أثر کبير علی طلابه تخصيص يوم لاجتماع أباء و أمهات الطلاب مع المعلمين بحضور ابنائهم الطلبة ، الغرض منه شرح برامج المعهد خلال السنة و حل مشکلات الطلاب وطلب اقتراحات منهم و إطلاع الوالدين علی کيفية تحصيل الطلاب و توزيع نتائج الطلاب و تکريم الطلاب المتفوقين و إهداء الجوائز للفائزين بالمسابقات العلمية.

10- اجتماع السنوي خريجي المعهد:

إن إدارة المعهد تقيم في بعض الأوقات اجتماعاَ سنوياَ لخريجيه الذين أصبحوا أئمة و خطباء و مدرسين ، و قد أخذوا علی أنفسهم القيام بالواجب الديني ، يضحون بأوقاتهم و أموالهم في سبيل الدعوة إلی الله و نشر تعاليم السمحة ، لأهداف الآتية :

  1. إقامة جسر من العلائق الطيبة والتعاون بين المعهد و الخرجين .

  2. تطوير منهج التربية الإسلامية من خلال تقديم اقتراحات هادفة.

  3. تبادل آراء و أفکار و اهتمام بالموضوعات الملائمة التي تعالج مشکلات الناس بتقديم الحلول المناسبة.

  4. الاستفادة من دراسات وتجارب وخبرات الخرجين و طلب اقتراحات منهم لحل بعض مشکلات المعهد.

  5. اهتمام بقضايا الفقهية المعاصرة .

  6. زيارة الأساتذة الذين تتلمذوا عندهم .

  7. زيارة الخرجين مع زملائهم الذين درسوا مع بعض سنوات ، حتی يتذاکرون ذکرياتهم الدراسي.

  8. نصحية الأساتذة لخريجين :

  • بأن نكون قدوة حسنة لأولادنا ومجتمعنا بأقوالنا وأفعالنا لنقودهم إلى الخير والسعادة .

  • العناية بالقرآن الكريم والسنة المطهرة اللذين لن يضل من تمسك بهما ولن يشقى قراءةً وتدبراً وعملاً.

  • المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة فهي عماد الدين والصلة برب العالمين.

  • لزوم تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه عموما وخصوصا .

المنهج الدراسي في المعهد :

يعتمد المعهد في مناهجه ومقرراته أمهات الكتب التراثية المعتمدة ، كما إن المنهج العلمي يشمل شتى صنوف العلم الشرعي واللغوي، كعلوم القرآن وتفسيره ، وعلوم السنة المطهرة والسيرة النبوية ، والعقيدة ، و الأخلاق والشمائل ، وعلوم الشريعة من فقه وأصول وأحوال شخصية وميراث ، وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وإعراب وإملاء وبلاغة وعروض وأصول نحو وفقه لغة و معاجم، والأدب العربي نصوصاً وشرحاً ونقداً وتأريخاً ، إضافة إلى التاريخ والمنطق والفِرقَ والمذاهب والقضايا الفكرية والفقهية المعاصرة .

ويولي المعهد عناية خاصة البحث العلمي والمكتبة ، إذ يكلف الطالب في کل سنة بکتابة بحث علمي و خاصة سنة التخرج بكتابة بحث علمي تأليفاً تحت اسم ( رسالة تخرج) يناقش الطالب بها في جلسة المقابلة الشفهية التي تُسبَر فيها معلومات الطالب خلال سني دراسته ، كما يناقش برسالة التخرج من قبل لجنة مختصة مؤلفة من كبار أساتذة المعهد.

كما يولي المعهد اللغة العربية الفصحى عناية فائقة ، حيث يعتمدها لغة للعلم لأجل ذلک تدعو الأساتذ من سوريا لتعليم اللغة العربية .

ويقوم المنهج التربوي على العناية والاهتمام بالأمور التالية :

بناء الشخصية الإسلامية للطالب على الإسلام عقيدةً وشريعةً وفكراً وسلوكاً .

العناية بالتربية الخلقية والروحية التي تميز بها الدعاة العظماء من السلف الصالح، والتي يجب أن تتوافر في شخصية الداعي، فضلاً عن الناحية العلمية والثقافية .

تدريب الطالب على أساليب الدعوة بإشراف الأساتذة ، وذلك بتكليفهم بالخطابة والإمامة والتدريس والوعظ والإرشاد ، والمشاركة في الاحتفالات والمناسبات الدينية والاجتماعية في مناحي الحياة عامة .

الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الأسلوب التربوي ، إذ يطلب من الأساتذة في شرح الدروس وإلقاء المحاضرات الجمع بين المحاضرة ومناقشة عبارات العلماء .

أما الخريجون من المعهد بمختلف أقسامه منذ تأسيسه وحتى الآن فقد بلغ عددهم مئات أشخاص ، وهم يعملون في حقل الدعوة الإسلامية ، ويشغلون وظائف مهمة في بلادهم ، كالإمامة والخطابة والقضاء والإفتاء وفي المحاكم الشرعية المحلية ، ومنهم من تابع تحصيله العلمي ونال الدرجات العلمية العالية واصبح أستاذاً في المعاهد والجامعات .

نظام مدة الدراسة :

إن نظام الدراسة بمعهد الربانية ، هو النظام المتعارف عليه ؛ التي کانت بمعاهد الشرعية بجرجان و خراسان و ماوراء النهر؛ وهي إثنا عشر سنة و يتوزع المدة الدارسي على مراحل آتية: الابتدائية والمتوسطة و النهائية و مرحلة تشتمل من اربع سنوات الدراسي.

شروط الانتساب إلى معهد :

1. أن يكون الطالب مسلماً سليم العقيدة ، ملتزماً بأحكام الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً وسلوكاً .

2. أن لا يقل عمر عن ثلاثة عشر عاماً شريطة حصولهم على وثيقة التعليم الأساسي.

3. أن يتقدم الطالب لامتحان تحريري في مبادئ المواد الشرعية و اللغوية، وفي حال نجاحه يرشح لامتحان المقابلة الشفوية الذي يقرر قبوله أو عدمه .

4. يبقى الطالب المقبول قيد الاختبار مدة ثلاثة اشهر ، ثم يثبت أو يرقن قيده بناء على سلوكه .

6. يتعهد الطالب خطياً بعدم ممارسة أية أنشطة سياسية .

الخاتمة :

هذه الصفحات التي عرضناها کانت نبذة عن نشأة و تطور المعهد الربانية من زمن تأ سيسه إلی الآن .

أتمنی من الله تبارک و تعالي أن يستخدمنا في خدمة الإسلام و المسلمين و أن نسير علی نهج المستقی من هدي سيد المرسلين صلی الله عليه و کما أشکر کل من أفادني و لو بکلمة و خاصة أستاذنا الدکتور أيوب دخل الله ( بارک الله بحياته ) ، فجزاهم الله جميعا کل خير ، و الحمد لله أولا و آخرا .

1 الكتاب: تاريخ جرجان المؤلف: أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي القرشي الجرجاني (المتوفى: 427هـ) المحقق: تحت مراقبة محمد عبد المعيد خان الناشر: عالم الكتب – بيروت الطبعة: الرابعة 1407 هـ – 1987 م عدد الأجزاء: 1 ص 44

2 انظر : الأعلام : خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ) الناشر: دار العلم للملايين الطبعة: الخامسة عشرة أيار / مايو 2002 م ،ج4 ص 48

3 خيـوة: وهي مدينة خوارزم وتقع في أقصى الغرب على الحدود مع دولة تركمانستان و هي مدينة من إحدی مدن دولة أوزبكستان هي قلب آسيا ، يغلب عليها الطابع الشرقي الإسلامي منذ كانت عاصمة لدولة خوارزم. لم تسقط المدينة في أيدي الروس إلا عام 1924م أي بعد الثورة الشيوعية بسبعة أعوام. وهي مدينة تاريخية اشتهرت عبر التاريخ بعلمائها كالبيروني ومحمد بن موسى الخوارزمي واضع علم الجبر ومبتكر علم اللوغاريتمات والإمام الزمخشري صاحب تفسير الكشاف.

4 بخارى: هي إحدی مدن من أوزبكستان هي قلب آسيا الوسطى مسقط رأس إمام الحديث البخاري رضي الله عنه، هدمها جنكيزخان وأعاد بناءها تيمورلنك ثم حكمها الأوزبك من عائلة (بني منغيت) وهم قوم علم وجاه حتى سقطت في أيدي الروس  عام 1921م. تقع في الجنوب الغربي على ضفاف نهر (أفشان) وهي مدينة شرقية إسلامية تُعد واحة كبرى تحيط بها أرض قاحلة.

5 کتاب : با مردان خدا تأليف موسی جرجاني ، الناشر موسسة مختومقلی فراغْْي ، الطبعة الأولی ، سنة 2009 ، ص 101

6 انظر ملحق رقم ( 1 ) صورة عن مخطوطات الشيخ

7 کتبت هذا الفصل بعد مقابلات عديدة مع کثير من تلامذ شيخ محمد رحمة الله عليه مثل مرحوم ملا پِيخي ملا بن اولياقلي و عطا ايشان .

8 ايشان لقب يلقب قوم الترکمان الأشخاص التي کان مع اجداههم من سلسلة العلماء العاملين .

9 کاتب : بای محمد قليچی عنوان المقالة : صفالی داغ لاری نگ باگل لاری محمداْيشان
مجلة مختومقلی فراغی ، خرْيف 1432/2011 شماره 43 صفحه 30

10 سورة البقرة : 143

11 الشيخ آيت محمد بن نورمحمد من الأساتذة التي کان مدرسا بمعهد الربانية أکثرمن خمس و اربعين سنة – بارک الله بحياته .

12 شيخ إسماعيل بن إسحق من أحد تلامذه المجتهدين ، وله تأليفات و مقالات قيمة التي نشرت في عدد من المؤتمرات الاسلامية و مجمع البحوث العلمية الإسلامية تابع لأهل السنة بإيران .